زايد: اليد الممدودة بالعطاء إلى ما وراء الحدود
الأبعاد الوطنية والعربية والإنسانية في شخصية زايد
يندر أن تجتمع في زعيم أو رئيس أو قائد كل هذه الأبعاد القيادية بهذا المستوى من الأصالة والإجادة والوضوح.
كثير من القادة ظلت شهرتهم القيادية ضمن الإطار المحلي، فإن تجاوزتها، لم تتعد حدود بلدانهم ذاتها، فضلاً عن تحقيق مكانة قيادية على المستوى العالمي والإنساني.
لكن شهرة زايد القيادية كانت متعددة الأبعاد.
لم يكن المغفور له زايد زعيماً عابراً في تاريخ الدولة والعالم. تشهد له إنجازاته أنه من طراز الزعماء الوطنيين الذين تفرد لهم ذاكرة الأمة أبرز مكانة وأرفع محل. وقليل من الزعماء في العالم أولئك الذين تعرف بهم شعوبهم ودولهم، وزايد من هذا القليل.
لقد ترك في كل صفحة من صفحات تاريخ البلاد مآثر وصنائع عديدة تكفي إحداها القائد ليتوج بتاج الزعامة والرئاسة.
فمن سنوات القيادة المبكرة في العين، حين كان حاكماً لإمارة أبو ظبي، إلى مأثرته الكبرى، تأسيس الاتحاد، كانت رؤية الشيخ زايد ونظرته المستقبلية وتطلعاته وطموحاته تشهد له بالرؤية الثاقبة والمهارات القيادية الأصيلة التي أهلته لتوحيد البلاد وبناء الدولة القوية القادرة في عالم عاصف بالمتغيرات.
البعد الخليجي أيضاً كان سمة واضحة من سمات العمل السياسي والدبلوماسي في مسيرة الزعيم الخالد. وجاء إعلان قيام مجلس التعاون لدول الخليج العربية من أبو ظبي إنجازاً وحدوياً آخر ليسجل التاريخ في صفحاته مساعي الشيخ المدرك لأهمية الاتحاد والوحدة.
أما البعد العربي في الشخصية القيادية للراحل الكبير فكان أكثر بروزاً. عطاءاته التي تتجسد اليوم في شكل مدن تحمل اسمه في أكثر من بلد عربي وعاصمة عربية، وحكمته وانخراطه في الشأن العربي على امتداد الخريطة العربية في الأوقات العصيبة لها الكثير من الشواهد والأمثلة، ويكفي استعراض سلسلة التحديات التي تعرضت لها بلاد العالم العربي خلال العقود الماضية، للتعرف على الأدوار العظيمة للزعيم العربي زايد.
إذا تعدينا العالم العربي، وجدنا المغفور له زايد زعيماً عالمياً إنسانياً لا تكاد تعثر له على مثيل على مدار عشرات العقود، وهذا ما شهد له به الكثير من زعماء العالم بل وتحفظه له شعوبه عرباً وأجانب، ولا أدل على ذلك من ألقاب التكريم والاحتفاء والتقدير التي نالها عن جدارة واستحقاق من هيئات عالمية وأممية، ومن محافل الدبلوماسية العالمية، بفضل شمائل يندر أن تجدها الآن في حلبات العمل القيادي والسياسي، مثل التواضع وحب الخير واليد الممدودة بالعطاء إلى ما وراء الحدود ووراء المحيطات.
لقد كان البعد العالمي والإنساني درة التاج في الأبعاد القيادية للمغفور له الشيخ زايد، بطل الإنسانية.
لذلك اقتضى الوفاء الذي عرفت به قيادة الدولة تخصيص هذا اليوم، يوم زايد للعمل الإنساني، احتفاء بقائد كان إنساناً عظيماً قبل أي صفة وميزة، وتخليداً لذكرى قائد عالمي كبير جعل العمل الإنساني على المستوى العالمي قريناً لاسم دولة الإمارات.