دبي .. المدينة الأذكى في العالم
شاركت اليوم مع مجموعة من المتحدثين في جلسة حوارية بعنوان "دبي المدينة الأذكى في العالم ... خطة وتطبيق"، ضمن الملتقى الحواري الذي نظمه #برنامج_دبي_للأداء_الحكومي_المتميز
دبي: المدينة الأذكى في العالم. من مشاركتي مع مجموعة من المتحدثين في جلسة حوارية بعنوان "دبي المدينة الأذكى في العالم ... خطة وتطبيق"، ضمن الملتقى الحواري الذي نظمه برنامج دبي للأداء الحكومي المتميز
تقديم :
عندما نتحدث عن دبي المدينة الأذكى في العالم يتعين علينا بادىء ذي بدء أن نحدد المقصود بالمدينة الأذكى في العالم . ثم بعد ذلك نحاول التعرف على الأسلوب الذي يجب اتباعه لتحقيق هذا الهدف ، وهو ما يمثل تطبيقاً للأسلوب العلمي الذي يفرض تحديد الهدف أولاً ثم التعرف على كيفية الوصول إليه .
أولاً – ما المقصود بالمدينة الأذكى في العالم
في تصوري أن المدينة الأذكى في العالم هي المدينة الأقدر على تقديم الخدمات الحكومية على نحو أسرع وأشمل وأدق وأوفى لكافة مؤسسات المجتمع وأفراده سواء كانوا مواطنين أو مقيمين بها أو زائرين لها .
وفي تصوري أيضاً أن " المدينة الأذكى في العالم " هدف لا يمكن أن يتحقق إلا إذا كان مدعوماً بإدارة واعية متميزة للمدينة تدرك أنها تحتاج إلى استخدام أدوات جديدة ، وأفكار جديدة حتى يتسنى لها تقديم خدمات أكثر تميزاً .
وقد أكد سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة ، رئيس مجلس الوزراء ، حاكم دبي على هذا المعنى في تغريدة لسموه على التويتر ( أكتوبر 2013) حيث قال : " إدارة المدن اليوم تحتاج لأدوات جديدة ، وفكر جديد .. نريد صنع واقع جديد لشعبنا وحياة مختلفة لأبنائنا ، ونموذج عالمي جديد في التنمية "
ولاشك أن إدارة المدن التي أشار إليها صاحب السمو هى الحكومة ، ذلك أنه لايمكن لأي جهة أخرى أن تتولى إدارة المدينة غير الحكومة ، وهى على وجه الخصوص حكومة المستقبل التي تناولها في كتابه " ومضات من فكر" حيث قال سموه في ص 16 " أحب أن أشير إلى أننا عندما نتحدث عن حكومة المستقبل فإننا نركز على مستقبل تقديم الخدمات الحكومية " .
وقد حدد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في نفس الكتاب رؤيته لحكومة المستقبل ، والتي نعتقد أنها كفيلة بأن تضمن لدبي أن تكون المدينة الأذكى في العالم ، حيث بيَّن سموه ملامح هذه الحكومة على النحو التالي :
" حكومة المستقبل ستقدم خدماتها للناس 24 ساعة في اليوم ، 7 أيام في الأسبوع، 365 يوماً في السنة " ص18
" نريد للحكومة أن تتفوق على الفنادق في حسن الاستقبال ، وعلى البنوك في دقة الإجراءات " ص18
" حكومة المستقبل هي حكومة يستطيع المواطن من خلالها إنجاز أي معاملة حكومية له من خلال أيٍ من مراكز الخدمة الحكومية ، بغض النظر عن الجهة التي تتبعها . " ص 18
" نريد أن ننقل مراكز الخدمات الحكومية إلى الهواتف الذكية للمتعاملين " ص18
" حكومة المستقبل هى أيضاً حكومة مبدعة قادرة على توليد الأفكار بشكل مستمر، سواء من خلال موظفيها أو من خلال جمهور المتعاملين معها " ص 19
" حكومة المستقبل هي حكومة ذكية ، تمتلك أنظمة تقنية مترابطة وفعالة " ص 19
ومما لاشك فيه أن حكومة المستقبل التي تنجح في تجسيد هذه الملامح ستكون قادرة على جعل دبي المدينة الأذكى في العالم .
ثانياً – الأسلوب الأمثل لتحقيق " دبي .. المدينة الأذكى في العالم "
في اعتقادي أن التعليم والتدريب والتثقيف والتوعية يمثل حجر الزاوية في توفير الملامح الستة الأساسية التي أوردها سيدي صاحب السمو في كتابه " ومضات من فكر"
ولعل المتأمل في هذه الملامح يتأكد على الفور أن العنصر البشري هو العامل المشترك بينهما جميعاً ، وبالتالي فإن الاهتمام بالعنصر البشري من حيث التعليم ، والتدريب ، والتثقيف ، والتوعية يمثل الصرح الأساسي الذي يشكل قدرة إدارة المدينة لتكون الأذكى في العالم . ويتجلي ذلك من خلال المحاور التالية :
المحور الأول – مواصلة التعليم والتدريب على التعامل مع التكنولوجيا الذكية والأذكى :
لا يمكن أن نتناول موضوع دبي المدينة الأذكى في العالم دون أن نضع في اعتبارنا تعليم وتدريب العنصر البشري على التعامل مع التكنولوجيا الذكية والأذكى في العالم بصورة مستمرة ومتواصلة . ذلك أن هذه التكنولوجيا متغيره بتغير الزمان ومدى ما وصل إليه العالم من تقدم تقني . ومن ثم ٌ لا يمكن أن يتوقف تعليم وتدريب العنصر البشري عند حد معين .
المحور الثاني – برامج الإدارة الذكية :
توجه هذه البرامج للموظفين الإداريين أو بصفة خاصة الذين يتعاملون مباشرة مع المتعاملين .
وتشمل أيضاً المتخصصين في البرمجة والدعم الفني والشبكات .
كما تشمل أيضاً رجال الإدارة العليا المسؤولين عن توجيه العملية الإدارية بداية من اختيار الأجهزة والبرامج حتى تقديم الخدمات الذكية إلى المتعاملين .
تركز هذه البرامج على تميز الخدمات والمعلومات التي تقدمها المدينة الأذكى في العالم، وإلا لم يكن لها أي معنى ، فلا معنى للمدينة الأذكى إذا لم تقدم ما لديها من خدمات ومعلومات بصورة متميزة تنطوي على عناصر السرعة والدقة و الشمولية بحيث تحقق رضاء المتعاملين وسعادتهم .
المحور الثالث – برامج تدريبية وتثقيفية عن الشفافية والنزاهة و المساءلة :
تستهدف هذه البرامج توفير فهم واضح ومعرفة دقيقة لكافة العاملين بإدارة المدينة الأذكى في العالم بضرورة تعاملهم مع جمهور المتعاملين بأقصى درجات الشفافية ، حيث يجب أن تكون المعلومات المقدمة صحيحة وصادقة ، والخدمات المعروضة ذات مواصفات معينة ورسوم محددة ، والإجراءات والمواعيد لا لبس فيها ، والإقرارات والتعهدات والشهادات ذات معالم ومسارات واضحة .
تستهدف هذه البرامج توعية كافة العاملين بإدارة المدينة الأذكى في العالم بأهمية التزام النزاهة، ومدى جدواها ومردودها على العملية الإدارية برمتها ، فضلاً عن التعرف على معنى المساءلة وحدودها القانونية ، وأنها تمثل الحصن الأصيل الذي يضمن أن تصبح دبي المدينة الأذكى في العالم .
المحور الرابع – برامج تدريبية عن التعاون بين الأجهزة والإدارات :
تستهدف هذه البرامج تدريب العاملين والمسؤولين عن العملية الإدارية بالمدينة الأذكى في العالم على ما يلي :
أساليب تحقيق التعاون الوثيق داخل إحدى الإدارات أو الأجهزة الحكومية ، وبين مختلف الإدارات والأجهزة الأخرى والعمل بروح الفريق الواحد .
ويشمل ذلك كيفية تبادل المعلومات والخبرات والتنسيق فيما بينها لتحقيق التكامل والتوافق .
المحور الخامس – برامج التوعية بأهمية إشراك المتعاملين :
تعتبر مشاركة المتعاملين أمراً غاية في الأهمية بالنسبة للمسؤولين عن إدارة المدينة الأذكى في العالم .
تستهدف هذه البرامج تدريب العاملين على كيفية تحفيزالمتعاملين على المشاركة بالرأي فيما يقدم إليهم من خدمات ومعلومات على اعتبار أن هذه الخدمات والمعلومات يقصد بها تحقيق رضاء المتعاملين ، ولا يمكن التعرف على رضاء المتعامل إلا من خلال مشاركته الشخصية .
يتم توعية المسؤولين بأن احتياجات المتعاملين من الخدمات التي تقدمها الإدارة قابلة للتغيير. ومن ثمَ كان من الضروري التعرف على منحنى التغيير في احتياجات ورغبات المتعاملين .
تؤدي هذه البرامج إلى تعريف المسؤولين بأن مشاركة المتعاملين تولد لديهم الإحساس بأنهم عنصر فاعل في المجتمع له دور مؤثر في تحقيق التنمية وما يعيشه من تقدم وازدهار ، الأمر الذي يدعم تحفيزهم على المشاركة ، ويمثل مزيداً من الدعم لإدارة المدينة الأذكى في العالم .
نتيجة هامة:
يجب أن يكون للمؤسسات التعليمية دور واضح في تعليم وتدريب وتثقيف وتوعية المسؤولين بإدارة المدن ويمكن لجامعة حمدان بن محمد الذكية أن تلعب دوراً متميزاً في تحقيق هذا الهدف.