في إطار الاحتفال بمرور خمسين عاماً على تأسيس دولتنا الغالية؛ دولة الإمارات العربية المتحدة، الذي اعتبرته الدولة منطلقاً نحو الخمسين عاماً القادمة، كان على جميع المسؤولين وضع تصوراتهم التي يمكن من خلالها تحقيق نقلة نوعية في مختلف المجالات الحيوية مثل الصحة، والتعليم، والأمن على مدى السنوات القادمة. ومن هذا المنطلق بدأت أسأل نفسي كيف يمكن لنا أن نحقق نقلة نوعية في مجال التعليم؟ وسرعان ما وجدت الإجابة في فكرة كانت تراودني منذ فترة ليست بالقصيرة. وتتمثل هذه الفكرة في كيفية إعطاء قوة دفع للعملية التعليمية لدى مؤسسات التعليم العالي، والتي أتشرف برئاسة إحداها، وهي جامعة حمدان بن محمد الذكية. وقد نبتت لدي هذه الفكرة في العام 2006 عندما قرأت لأول مرة كتاب "رؤيتي: التحديات في سباق التميز" لسيدي صاحب السمو الشيخ/ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي عندما عرض سموه رؤيته في التعليم، حيث ربط بين المعرفة والمهارات في الصفحة 203 قائلاً "النجاح في هذا السباق يقتضي إعداد أجيال مؤمنة بربها، ثم مدركة لالتزاماتها الوطنية، ومؤهلة تأهيلاً على المستوى العالمي في مختلف التخصصات والمعارف الإنسانية المعاصرة، من خلال تطوير التعليم، والارتقاء بمهارات المعلمين". وقد تناولنا في هذه الدراسة موضوع المهارات التخصصية من خلال أربعة فصول أساسية، حيث استعرضنا في الفصل الأول تحت عنوان “ماهية التعليم” موقف معجمين من أكبر وأشهر المعاجم العالمية من تعريف التعليم، وهما معجم أكسفوردOxford Dictionary ، ومعجم التراث الأمريكي American Heritage ، ثم بينا بعد ذلك مدى الارتباط بين المعرفة والمهارات، مع بيان على من تقع المسؤولية عن تعليم المهارات. وفي الفصل الثاني وتحت عنوان “آثار غياب المهارات” قمنا بعرض الآثار التي يمكن أن تترتب على غياب المهارات التخصصية رغم توافر المعرفة، وإلى أي مدى تتأثر مؤسسات القطاعين الحكومي والخاص، وكيف يؤثر ذلك على إطلاق المشروعات الصغيرة والمتوسطة.
ويناقش الفصل الثالث وتحت عنوان “تعليم المهارات” الأسلوب الأمثل لتطبيق النموذج التعليمي لمدارس تعليم قيادة السيارات على مؤسسات التعليم العالي في تعليم المهارات التخصصية، ونوع العلاقة القائمة بين المعرفة والخبرة والتي لا يمكن أن تتحقق إلا من خلال المهارة والممارسة، ثم بينا على نحو تفصيلي كيف يمكن لمؤسسات التعليم العالي أن تبدأ في تعليم المهارات التخصصية في شكل خطوات عملية يجري اتخاذها بصورة منهجية.
أما الفصل الرابع فيتناول “مؤشر العور للتعليم من أجل المهارات” وهو عبارة عن 20 سؤالاً يمكن من خلال الإجابة عليها تقويم منظومة التعليم في إحدى مؤسسات التعليم العالي وبيان مدى قدرتها على بناء المهارات التخصصية، بالإضافة إلى المعرفة التخصصية.